الأحلام الجليّة - Lucid Dreams

هل شعرت يوماً بالرغبة في التحكم بما تحلم به؟ لنفرض أنك قمت بذلك، إلى أي حد تستطيع التحكم بحلمك؟ لقد تحدثنا في مقالنا السابق عن مراحل النوم ووجدنا أن الأحلام تشتد في مرحلة حركة العين السريعة (REM – Rapid Eye Movement)، وفي مقالنا هذا سنتوسع بالحديث عن هذه المرحلة للتحدث عمّا يعرف بالأحلام الجليّة أو أحلام الوعي (Lucid Dreaming). الحلم الجلي، ببساطة، هو أن تعي أنك الآن تحلم. قد يحدث هذا بالمصادفة أو عن طريق ممارسة بعض الأساليب التي تساعد على زيادة وعي الشخص بأحلامه. لكن ما الفرق بين الوعي بأنك تحلم و بين التحكم فعلياً بالحلم؟ قد يعي الكثير من الناس أثناء الحلم أنهم في عالم العقل الباطن، لكن التحكم بالحلم هو مرحلة متقدمة من الوعي به، إذ انك لا تستطيع التحكم بحلمك الا في حال وصلت الوعي التام به! لنذكر الآن بعض الأشياء التي تستطيع فعلها عند الوصول الى مرحلة الوعي التام، أو ما يسمى بالأحلام الجليّة: - أولاً، اكتشف عالم الأحلام الخاص بك، فالأحلام الجليّة غاية في الصفاء و يكون بإمكانك التذوق، الشم، اللمس، السمع و الرؤية تقريبا كما في الحقيقة ! - ثانياً، تحقيق ما يخطر ببالك من مخيلات؛ مثل الطيران، القفزات العالية، التحول إلى كائنات أخرى، الانتقال عبر الزمن وغير ذلك الكثير ! ثالثاً، التغلب على بعض المشاكل الشخصية التي تعاني منها؛ مثل الخوف و الاضطرابات النفسية و الكوابيس. هنالك المزيد المزيد مما يمكن فعله، فالاحتمالات التي بإمكانك تحقيقها لا نهائية و يعود ذلك الى مخيلتك! إن عالم الأحلام ليس له قوانين فيزيائية؛ ذلك كون كل ما يحدث "في الواقع الافتراضي أو المتخيل" يحدث داخل دماغك، فلا تستغرب اذا استطعت في أحد أحلامك أن تركض بشكل عمودي! لكن هل تم عملياً إثبات وجود هذا النوع من الأحلام؟ نعم. لاحظ العلماء أن المعلومات المستخرجة من الموجات الدماغية وتدفق الدم وحركة العين كلها تدل على وعي مرتفع نسبياً في حالة الحلم الجليّ. تم إثبات هذه الحالة لأول مرة في عام 1975 في مختبر عالم النفس البريطاني الدكتور كيث هارن، اذ سجل حركة في عين المتطوع آلان وورسلي اثناء نومة باستخدام فرق الجهد الكهربائي بين مقدمة و مؤخرة العين. و من خلال فحص مرحلة حركة العين السريعة لنومه، اتضح أن وورسلي كان يختار حركة عينه أثناء حلمه. لا بد أنك تتساءل كيف يمكننا التحكم بحلمنا؟ لكن قبل ذلك سنشير الى ما يطلق عليه "خطوات التأكد من الواقع". يظهر من الإسم أن هذه الخطوات تبين لك ما اذا كنت تحلم أو أنك فعلاً تعيش الواقع. 1) انظر الى الساعة باستمرار، فالجزء الذي يقوم باستيعاب الأرقام والأحرف في الدماغ يكون "نائماً" في الحلم. لذلك فإنك سترى أرقاماً مختلفة في كل مرة تنظر فيها الى الساعة. 2) حاول أن تكتب، فكما ذكرنا سابقاً يكون جزء الدماغ المسؤول عن الأحرف والأرقام في حالة من النوم أثناء الحلم لذا فإن أي شيء تكتبه في الحلم سيتغير، أو ستلاحظ غرابة شديدة فيه. 3) حاول أن تقرأ. فالنصوص تتغير في الأحلام، كما أنك تواجه صعوبة بالغة في قراءتها. 4) ابحث عن أشياء غريبة، مثل تغير لون السماء الى الأخضر أو حتى أن يقوم كائن فضائي بمهاجمتك! حدوث أي شيء من هذا القبيل يجزم بأنك في حلم. 5) أطفئ / أضئ الأنوار. إذا ضغطت مفتاح الإنارة و لم يحدث شيء فهناك احتمالان: إما أنك تحلم، أو أنك تعاني انقطاعاً في الكهرباء في بيتك. 6) أنظر إلى المرآة؛ سترى تغيرات ملحوظة فيك في حال أنك تحلم! 7) إقفز. هل تطير؟ هل لاحظت أن تأثير الجاذبية عليك طفيف؟ إذا لاحظت ذلك فأنك بالتأكيد تحلم. 8) اختبار التنفس. يعتبر هذا من أشهر الطرق للتأكد من الواقع. قم بإغلاق أنفك بأصابعك و أغلق فمك بالكامل. إذا استطعت التنفس بالرغم من إغلاق منافذ التنفس لديك، فإنك في عالم أحلامك. أخيراً هناك بعض الأساسيات لبدء رحلة التحكم بأحلامك والتي تساعدك على القيام بذلك، نذكر منها : - أولاً، تعود أن تسأل نفسك باستمرار: هل أنا أحلم ؟ وقم ببعض اختبارات التأكد من الواقع التي ذكرناها. - ثانياً، احتفظ بمذكرة لكتابة أحلامك. تعتبر هذه من أهم الخطوات إن لم تكن الأهم. احتفظ بها بالقرب من سريرك و اكتب أحلامك بها عند استيقاظك مباشرة. هذه الخطوة تساعدك على تذكر عناصر أحلامك مثل أشخاص من ماضيك و بعض الأماكن وأشياء مميزة لا تراها إلا في أحلامك والتي تسمى " علامات الحلم ". كما أنها تبين لدماغك أنك جدي في رغبتك بتذكر أحلامك، فعند تذكر أحلامك ستنتبه بشكل أكبر الى علامات هذه الأحلام لتعرف أنك تحلم. - ثالثاً، عليك معرفة أفضل وقت للحصول على الأحلام الجليّة. بينت الدراسات أن الحصول على قيلولة بعد الاستيقاظ صباحاً بساعات قليلة هو الوقت الشائع للحصول على أحلام الوعي. - رابعاً، استخدام طريقة ستيفن لابيرج. اضبط منبهك لإيقاظك بعد 4.5/6.0/7.5 ساعة بعد ذهابك للنوم، ثم عندما تستيقظ بسبب المنبه حاول أن تتذكر حلمك بتفاصيله. عندما تشعر أنك تذكرت أكبر قدر منه ارجع إلى سريرك و تخيل أنك في الحلم ذاته. قل لنفسك " سوف أنتبه انني أحلم " أو شيء من هذا القبيل إلى ان تشعر أن الجملة رسخت في ذهنك، ثم اذهب للنوم. قد تأخذ هذه الخطوة وقتاً في البداية، لكن اذا فعلتها بشكل منتظم ستصبح عادة لديك. - خامساً، استخدم طريقة الصحو والعودة إلى النوم. اضبط منبهك 5 ساعات بعد ذهابك للنوم. بعد أن تستيقظ ابقَ مستيقظاً لمدة ساعة مع تركيز تفكيرك على التحكم بحلمك ثم ارجع للنوم مستخدما طريقة ستيفن لابيرج. بعد أن أصبحت لديك خلفية عن شيء قد يعدّ من الخيال، نم قليلاً وحاول أن تتبع الأساليب السابقة. تمكّن من أحلامك واحلم ما تريد، فإن عالم الأحلام عالم غاية في الروعة!