الإنسان البدائي Neanderthal

منذ بدء الخليقة إلى الآن، وعبر بلايين السنين، كان لا بدّ للإنسان أن يتطوّر وتتغير نشأته وكيفية تعايشه مع من حوله فهذه هي آلية الحياة على أرضنا؛ ما من شيء عليها إلا أن يمر بمراحل تجعله يتطور عمّا كان عليه. وكغيره من الكائنات، فقد بدأ الإنسان مسيرته على هذه الأرض ببنية مختلفة عن بنيته المعاصرة، فما مدى اختلاف هذا الإنسان البدائي (والمسمى بـ Neanderthal) عن الإنسان المعاصر؟ ولمَ جعلناه محوراً لمقالنا؟! الإنسان البدائي هو الإنسان الأول منذ ظهوره إلى حين اختراع الكتابة، حيث اكتشف النار والصلصال -صناعة الفخار- وعاش على جمع الثمار وأكلها -دون طهي- وارتداء أوراق الشجر كالنخيل وغيرها، وانتعال الخشب وقد ذكر المؤرّخون أنّ الإنسان البدائي قد عاش في الكهوف البعيدة التي كانت تدخلها الشمس بشكل كبير وذلك لاستمداد طاقتهم ودفئهم منها . هل عقل الإنسان القديم أكبر من عقل الإنسان الحالي؟ نعم، فقد تطورت سعة جمجمة الإنسان البدائي طوال العصر الحجري القديم بالتدريج، حيث كانت سعة جمجمة الإنسان الماهر بين 600 و800 سنتيمتر مكعب والإنسان المنتصب بين 900 و1000 سنتيمتر مكعب والإنسان العاقل حوالي 1200 سنتيمتر مكعب! لكن ماذا نقصد بالإنسان القديم الماهر فالمنتصب ثم العاقل؟ سُميّ الإنسان بالماهر لأنه كان ماهراً في شذب الأشجار لاستعمالها كأدوات. وسُميّ بالمنتصب لانتصاب قامته انتصاباً نهائياً -أي أنه ذو بنية قوية سميكة-. وسُميّ بالعاقل لأنّ ذكاءه كان وما زال متقداً، وكان مفكراً ومبدعاً. ماذا عن طريقة عيشه؟ وعلى ماذا كان يعتمد ليعيش؟ اعتمد الإنسان البدائي في حياته على النار بشكل أساسي حيث اكتشفها الإنسان الماهر قبل حوالي 700 ألف سنة ق.م، اكتشفها حين أشعلتها البراكين والصواعق، ومن ثم أصبح قادراً على إشعالها في الوقت والمكان الذي يريد، في حين كان للنار الدور الأكبر للتدفئة والإنارة والحماية.. كثيراً ما نتفكّر في كيفية عيش هذا الإنسان في القِدم لدرجة جعلت لدينا معتقدات كثيرة، منها الصحيحة ومنها الخاطئة. فما هي أشهر المعتقدات السائدة عنه، وما مدى صحتها؟ تابعونا في مقالنا الشيق ليوم غد كي تتعرفوا على المزيد :D